اليوم الجمعة ١٤ مارس ٢٠٢٥م

أولويات دعم البقاء ومواجهة التهجير

٢٨‏/٠١‏/٢٠٢٥, ٢:٤٢:٥٥ م
رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية
الاقتصادية

كتب رئيس التحرير

محمد خالد أبو جياب 

 

منذ الساعة الأولى لبدء تدفق آلاف العائلات الفلسطينية من وسط وجنوب القطاع إلى الشمال ومدينة غزة، بدأ الترويج لخطط الهجرة والاخلاء القصري من قبل الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب، ودعم وترويج كبير من قبل منظومات الأحزاب الصهيونية المتدينة في تل ابيب.

في المقابل جاء الرد السياسي من قبل الدول العربية المعنية بدعوة ترمب لاستقبال الفلسطينيين من غزة (مصر والأردن) بالرفض القاطع لقبول الأفكار الأمريكية لتهجير الشعب الفلسطيني من غزة للخارج.

ودعم هذه المواقف العربية السيول البشرية الفلسطينية التي توجهت مشيا على الاقدام من أقصى الجنوب حيث الحدود المصرية لأقصى الشمال حيث حدود الأراضي الفلسطينية التي تم احتلالها عام 48، والتي شاهدت مع مرورها عبر هذا الطريق الطويل أكوام الركام وعظام الشهداء على جنبات الطرق.

لقد عادت العائلات الفلسطينية رغم معرفتها بحجم الدمار وغياب مقومات الحياة، كعنوان بليغ للتمسك بالأرض والبيت الذي فشلت في انتزاعه الدبابات والطائرات، لتحاول أساليب وخداع السياسة انتزاعه من الفلسطيني في غزة.

وعلينا كفلسطينيين (أحزاب وفصائل ونخب ومؤسسات وحكومات وسياسيين) أن نكف عن الرفض والتعبير السياسي والإعلامي اتجاه المخططات الأمريكية والاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وان نتداعى جميعا لتعزيز الصمود على الارض، فالعائلات التي عادت على الركام لها كامل الحق والواجب، عليكم جميعا دعمها واسنادها عبر امدادها بمقومات الحياة الأساسية.

العائلات العائدة لغزة بحاجة لأكثر من 160 الف خيمة،  وإلى شبكات مياه صالحة للشرب، بحاجة لاغطية وملابس، ومساعدات غذائية، بحاجة لتشغيل المخابز، وللكثير من الخدمات التي منشأنها أن تساهم في تعزيز البقاء والتمسك بالارض، هي بحاجة لتكاثف كل الجهود، ووقف المناكفات والتصيد وتبادل الاتهامات.

وإن كنا حقا ضد عمليات التهجير، عربيا وإقليميا وفلسطينيا، فالرفض العلني عبر الإعلام خطوة غير كافية لإنهاء هذه الأحلام والافكار الأمريكية والاسرائيلية، نحن بحاجة لاولويات البقاء ولعمل مشترك ودعم متواصل وتسريع لإعادة الإعمار وتمويل الخدمات الإنسانية لملايين الفلسطينيين في غزة والذين باتوا باشد الحاجة للدعم والإسناد.

يجب أن نعمل وتعملوا جميعا على التمسك بالأرض عبر تحقيق متطلبات البقاء للناس، وليس عبر متطلبات الإعلام والسياسة والمصالح.