أكد مدير عام التسويق في وزارة الزراعة، تحسين السقا، أن قطاع غزة سيبدأ مطلع الأسبوع القادم، بتصدير أول شحنة من محصول "التوت الأرضي" إلى الخارج، عبر معبر كرم أبو سالم (جنوب قطاع غزة).
وأوضح السقا في تصريح خاص بمراسل "الاقتصادية"، أن موسم التوت الأرضي هذا العام "ممتاز" فقد بلغت المساحة المزروعة بالمحصول 1000 دونم تقريبًا، متوقعًا انتاج 3 آلاف طن (3 طن لكل دونم)، من هذا المحصول الذي يزرع في قطاع غزة، بهدف التصدير إلى الدول الأوروبية.
تصدير المنتج
وحول الكمية المتوقع تصديرها إلى الأسواق الأوروبية، قال: "غالبًا ستبلغ كمية المنتج الذي سيتم تصديره إلى أوروبا ما بين 600 – 700 طن، وباقي الكمية ستباع في السوق المحلي"، مشيرًا إلى تطلعات وآمال المزارعين بتصدير أكبر كمية ممكنة إلى الخارج لتحقيق عائدات مجزية.
وأضاف: "كلما دخل محصول التوت الأرضي السوق الأوروبي باكرًا، كانت الاستفادة أكبر، وسنتمكن من المنافسة بشكل أقوى، لأننا سنكون الوحيدين"، وتوقع أن يصل سعر الكيلو الواحد من المحصول المُصدر في الأسواق الأوروبية 20 شيكل، وأن تنخفض تدريجيًا الشهر القادم لتصبح ما بين 12 – 14 شيكل للكيلو الواحد.
ولفت السقا النظر إلى وجود مواصفات معينة خاصة بالمحصول الذي سيخضع للتصدير إلى الخارج، أبرزها: الجودة العالية، عدم النضوج الكامل حتى لا تفسد في رحلة التصدير، أن يكون لونها برتقالي قريب من الزهر.
وكان قطاع غزة، في السابق، يصدر نحو 2000 طن من "التوت الأرضي" إلى الأسواق الأوروبية، حتى فرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي حصارها الجائر، عام 2006، على الشريط الساحلي، وإغلاق المعابر بشكل كامل، ووقف التصدير إلى الخارج.
وبعد منع دام 4 سنوات، استؤنفت عملية تصدير "التوت الأرضي" إلى أوروبا، وبلغت نحو 200 طن في العام 2010، وزادت هذه الكمية في العام 2011، لتصل إلى 400 طن، وتحسنت في العام الذي يليه، حيث وصلت إلى 500 طن، قبل أن تنخفض عام 2013، إلى 220 طن، بحسب مدير عام التسويق في وزارة الزراعة.
موسم فاشل
وأشار السقا إلى فشل الموسم الماضي، بسبب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، صيف العام 2014، والتي أدت إلى حرق المزروعات بشكل كامل، ما أدى إلى تأخر دخول المحصول الفلسطيني إلى الأسواق الأوروبية، وتصدير كميات قليلة جدًا.
ونوه السقا إلى أن قطاع غزة لم يصدر العام الماضي إلى الخارج، سوى 65 طن، في حين كان متوقعًا تصدير كمية لا تقل عن 400 – 500 طن، إلى جانب تصدير 150 طنًا إلى أسواق الضفة الغربية.
وزارت "الاقتصادية" أسواق قطاع غزة، ولاحظت أن سعر كيلو "التوت الأرضي"، يتراوح ما بين 10 - 12 شيكل للكيلو الواحد، وعزا السقا ذلك إلى أن المحصول في بداية الموسم، وتكون أسعاره مرتفعة بعض الشيء، لكنه أكد في ذات الوقت أن انخفاضًا سيطرأ خلال شهر واحد فقط، على أسعارها لتصبح في متناول الجميع، متوقعًا أن يصل سعر الكيلو الواحد إلى أقل من 3 شواكل.
ويتخوف مزارعو محصول "التوت الأرضي" في قطاع غزة، من فشل هذا الموسم، وعدم إمكانية تحقيق عائدات مجزية، وخاصة بعد فشل موسم العام الماضي، بسبب الحرب الأخيرة.
وتشتهر مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بزراعة التوت الأرضي لما تتمتع به من المميزات التي جعلتها عاصمة التوت الأرضي في فلسطين وهي: عذوبة المياه فيها, إضافة الى تربتها الخفيفة الخصبة، وفق مزارعي هذا المحصول.