اليوم الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤م

دفيئة زراعية "ذكية".. تدخل الخدمة في غزة عبر "الانترنت"

٠٩‏/١٢‏/٢٠١٥, ٨:١٢:٠٠ ص
الاقتصادية

بعد تأخير دام 15 عامًا منذ توارد الفكرة، دخلت دفيئة زراعية "ذكية" إلى الخدمة في قطاع غزة، بعدما نجح في تجهيزها أخيرًا مهندس زراعي، ويمكن من خلال الانترنت إدارتها وتشغيلها ومن أي مكان.

المهندس الزراعي نزار الوحيدي لم يستسلم للظروف التي يعيشها قطاع غزة وظلت الفكرة تراوده طيلة السنوات الماضية إلى أن نجح أخيرًا في تجهيزها بصناعة محلية خاصة وبمساعدة مهندسين من الأردن.

حول طبيعة هذه الدفيئة وخصائصها وفوائدها بالنسبة للمزارعين في قطاع غزة، أوضح الوحيدي أن الدفيئة تعمل عن طريق شبكة الانترنت من أي مكان في العالم من خلال إعطائها الأوامر المطلوبة.

وبين الوحيدي وهو مسؤول في وزارة الزراعة في غزة، أن المستشعرات الخاصة تتلقى إشارات من الدفيئة وترسلها إلى الحاسوب والأخير بدوره يترجمها إلى أوامر ترجع إلى أجهزة تشغيل نظام الري أو التهوية أو التبريد أو التسخين في الدفيئة.

وذكر الوحيدي عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن التجربة في حوسبة الدفيئات الزراعية لم تكن وليدة فراغ، ويقر بالفضل وراء الخطوة "الأولى والأهم" إلى نقابة المهندسين الزراعيين في الأردن، حيث قدمت لهم العون والمساعدة والأجهزة اللازمة حتى تنفيذ التجربة الأولى ونجاحها.

وأضاف الوحيدي: "لكن تجربتنا الأولى دفعت نصيبا قاسيا للصمود .. فقد قصفتها طائرات الاحتلال ودمرت الحلم .. ولكن لم نيأس وعدنا للعمل بخبرة ودراية ونجحنا".

والدفيئة مصنوعة من مادة النايلون الشفاف المنفذ لأشعة الشمس، وتكون ذات هيكل معدني أو خشبي تزرع بداخلها النباتات في درجات حرارة ورطوبة يمكن تنظيمها، لتوفير مناخ دافئ بداخلها بغرض زراعة أنواع من النباتات التي تحتاج إلى مثل هذا المناخ.

ويشير الوحيدي إلى أنه يمكن تشغيل رفع الستائر في الدفيئات عبر الهاتف ومن أي مكان كان، مع إمكانية التحريك ورفع الستائر بالتشغيل اليدوي "للجكات" أيضًا في حال حدوث أي مشكلة في النت أو انقطاعه، وكل هذا بدلا عن رفعها يدويا في عملية متعبة وفي وقت طويل ومن نفس المكان.

وواصل الوحيدي حديثه لـ"الاقتصادية"، منوها إلى أن جهة خارجية قامت بتمويل تجهيز محتويات هذه الدفيئة، دون أن يقدم معلومات حول التكلفة، وشدد في الوقت نفسه على عقوبات واجهتهم أثناء التنفيذ وتم التغلب عليها.

ويؤكد الوحيدي سعيه للوصول إلى إدارة الكترونية أو محوسبة لأكبر عدد ممكن من الدفيئات خلال الفترة القادمة، كي نتمكن من مواكبة التطور الحاصل حول العالم.

وأشار إلى أنه يمكن استخدام هذه التدفئة طوال فصول السنة، ويمكن في فصل الشتاء أن تعمل على رفع الحد الأدنى لكمية الرطوبة بحيث لا يضاف للتربة أكثر من ما تطلبه الأرض من احتياج مائي.

وبين أن هذه الدفيئة مثلها مثل أي دفيئة تقليدية أخرى لكن ما يميزها أن عدد العمال المشغلين فيها أقل.

ونوه إلى قيامه باستخدام هذه الدفيئة وتجربتها هذا الأسبوع بمقر الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، فيما جاري العمل على تجهيز دفيئة جديدة سيتم البدء فيها من الصفر بمشتل وزارة الزراعة.

وأكد أن المزارعين يفتقرون إلى التعال مع هذه الدفئة من حيث توقيت وكيفية الانتاج وطريقة التعامل مع درجات الحرارة, وذلك يحتاج إلى فترة بسيطة من الوقت حتى تصبح مطوعة بين أيديهم.

وتعد الدفيئات الزراعية في قطاع غزة ركيزة أساسية في الزراعة؛ لتوفيرها الوقت في عملية النضوج وضمان سلامة الإنتاج عبر توفير الجو الملائم لزراعته، ويرجع ازدهار الدفيئات إلى قدرة أصحابها على زراعة مختلف أنواع الخضروات في غير موسمها، وقد ساهمت الدفيئات في توفر الخضروات على مدار العام.

وأشار المهندس الزراعي إلى أن الدفيئات الزراعية كما العادية تمكن المزارعين من زراعة مختلف أنواع الخضروات والزهور في كافة المواسم، وعلى وجه الخصوص المحصول من ذوات الأسعار المرتفعة لتعويض التكلفة واسترداد رأس المال في فترة قياسية.

وبين كذلك أنها ذات فائدة مهمة لمعرفة فسيولوجيا النبات لكي نتعرف على خصائصه والظروف الملائمة لإنباته في فلسطين.

وختم المهندس الوحيدي حديثه بالتأكيد على سعيهم في وزارة الزراعة لمواكبة التطور الحاصل في العالم بشأن زراعة المحاصيل الزراعية، باستخدام التقنيات الحديثة، والتي يمكن أن تساهم في تقديم الحلول لمشكلات الإنتاج الزراعي.