هل فكرت يوما ما في تناول كوبا من الشاي في أحد مطاعم رام الله الفاخرة؟ دقق في فاتورتك جيدا لتكتشف أن سعر كأس الشاي قد يصل إلى 14 شيقلا.
يشتكي مواطنون من ارتفاع أسعار المشروبات في المطاعم الفلسطينية ويتحدثون عن أسعار تصل في بعض المطاعم إلى 14 شيقلا لكوب الشاي الواحد أي ما يعادل 3 دولارات أميركية ونصف، وهذا سعر قد تصل إليه سعر كوب الشاي في أشهر مطاعم العالم.
في هذا السياق تقول حنين الريماوي، إنها وعائلتها لم تعد تقوى على الذهاب لكثير من المطاعم في رام الله، فلا يعقل أن يصبح سعر الطعام في رام الله ونابلس مثلا أغلى مما هو عليه داخل إسرائيل فيما ينخفض دخل الفرد أكثر بكثير عما هو في إسرائيل.
وتضيف: "أصبحت في الفترة الأخيرة أتجنب الذهاب للمطاعم الفاخرة في رام الله فأسعار الطعام والمشروبات مرتفعة جدا، ففي بعضها يصل فنجان الشاي إلى 12 شيقلا وفي آخر يصل إلى 14 شيقلا، ولا أعلم ما السبب في ذلك، وما هو المبرر لهذا الجنون في الأسعار.
من جانبه، ينتقد المواطن محمد بني عودة ما يحدث في مطاعم رام الله ونابلس ويقول بسخرية "عادي أن تصل الأسعار إلى هذا الجنون فرزق الهبل على المجانين، وهذه أسعار سياحية، فهذه مطاعم تبحث عن الطبقة المخملية ولا تريد المواطنين البسطاء أن يحضروا إليها لذلك تجد الأسعار تصل إلى هذا الجنون".
وعلى العكس من ذلك ترى المواطنة زينة أبو شقرة، أنها تفضل الذهاب إلى أرقى المقاهي والمطاعم في رام الله، وتفضل أن تدفع ثمنا مرتفعا على أن تجلس في مطعم شعبي لا تعرف طريقة إعداد الطعام والمشروبات فيه، وقالت:" أنا أفضل أن اتمتع بخدمة جيدة وبمأكولات مميزة وأكون سعيدا فيها رغم ارتفاع سعرها، فأنا أبحث عن المتعة عند الذهاب إلى تلك المطاعم".
وعند سؤال العديد من أصحاب المطاعم في رام الله والبيرة حول سبب ارتفاع الأسعار، أشاروا إلى أن ارتفاع الأسعار ناتج عن ارتفاع قيمة الضريبة والايجارات وأسعار المواد الأساسية، كما أن الخدمة المقدمة للزبون مميزة بالإجمال وأن الزبون لا يدفع ثمنا مرتفعا لفنجان الشاي فحسب، بل أنه يدفع ثمن جلوسه لمدة من الوقت في المطعم وثمن الخدمة الجديدة المقدمة له ونوعية الجلسة وكذلك طريقة تقديم الخدمة.
وقال أحد أصحاب المطاعم الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن حجز الطاولة في المطعم وتكاليف إقامة الزبون فيه والخدمة المقدمة لديه وكل تكاليف المطعم تضاف إلى فاتورة الزبون، فتجد مطاعم تقدم كوب الشاي بـ 3 شواقل وأخرى تقدمه بأكثر من ذلك بكثير، نظرا لأن الخدمة تختلف أيضا كثيرا عن تلك المطاعم التي تقدم كوب الشاي بسعر رخيص جدا.
وأضاف لا يمكنني أن أقول أنني من أغلى المطاعم في رام الله فتوجد مطاعم أخرى أسعارها أعلى من ذلك وتجد إقبالا من الزبائن عليها، ويتساءل صاحب المطعم: لماذا يعود الزبون لشرب الشاي بسعر مرتفع؟ ويجيب بنفسه "بالتأكيد لأنه وجد مكانا وخدمة مميزة يبحث عنها".
من جهته، أكد مسؤول العلاقات الخارجية في جمعية حماية المستهلك الفلسطينية د. محمد شاهين، أن الأسعار في مقاهي ومطاعم رام الله مكلفة بدرجة غير عادية، مقارنة بالمحافظات الأخرى، فلا يعقل أن يصل فنجان الشاي في المقهى أو المطعم إلى 14 شيقلا.
وأضاف د. شاهين: في الواقع الفلسطيني العام، وفي محافظة رام الله والبيرة على وجه الخصوص، الأماكن الترفيهية التي تستهدف الأسرة الفلسطينية تكاد تكون معدومة، أو غير كافية، وأتحدث هنا بتخصيص عن مدينة رام الله، فأصبحت هذه المطاعم والمقاهي الملاذ الأخير لكثير من الأسر للترفيه، قبل أن تكون أماكن لتناول الطعام، فإن أرادت أسرة مكونة من 4 أشخاص تناول طعام الغداء في أحد المطاعم، فهي بحاجة إلى أن تصرف معظم مدخولها الشهري.
وأكد د. شاهين أن ارتفاع الأسعار في رام الله إلى هذه الدرجة غير مبرر، مشيرا إلى وجود عوامل موضوعية تتعلق بارتفاع معدلات الأجور، وارتفاع إيجار المحلات، غير أن نسبة ارتفاع الأسعار تفوق تأثير تلك العوامل.