قدرت مصادر رسمية قيمة خسائر الثروة الزراعية والحيوانية والبنية التحتية في محافظة رفح جنوب قطاعغزة جراء أضرار المنخفض الجوي الذي ضرب المنطقة مؤخراً.
وقال رئيس لجنة الطوارئ ورئيس دائرة الصحة والبيئة ببلدية رفح أسامة أبو نقيرة لمراسل وكالة صفا إننسبة الخسائر في المحافظة تُقدر بنحو مليون دولار، من بينها "716ألف دولار" خسائر الثروة الزراعية والحيوانية، و"200ألف دولار" خسائر البنية التحتية.
وأشار إلى نفوق نحو "12ألف دجاجة لاحم"، أي ما يُعادل "10%" من إنتاج رفح، و (5 آلاف دجاجة بياض)، و (4 رؤوس بقر)، وتلف بلاستك (50 دفيئة زراعية)، وغرق (10 دفيئات أخرى)، وتلف (1000 دونم بازلاء وبصل) ولا زالت أعمال حصر الأضرار جارية.
وتضررت عشرات الدفيئات والأراضي الزراعية، وعدد من مزارع المواشي "أغنام، أبقار، عجول"، ومزارع الدواجن "اللاحم، البياض"، في حي تل السلطات المُلاصق للحدود الفلسطينية المصرية، جنوبي غربي المحافظة، جراء المنخفض الجوي العميق.
وذكر مراسل وكالة "صفا" أن عشرات الدفيئات المزروعة "بالفلفل، والخيار، والطماطم"، والأراضي المزروعة بالملفوف، تعرضت للغرق بشكلٍ كامل، ووصل منسوب مياه الأمطار والصرف الصحي بداخلها لمترين ويزيد، ما تتسبب بتلفها بالكامل.
ولفت المراسل إلى غرق عدد من مزارع المواشي والدواجن اللاحم والبياض، ونفوق ألاف الطيور، وآلاف أطباق البيض، والأعلاف الخاصة بها، وتضرر معدات زراعية خاصة بالمزارع.
ونوه إلى أن حالة استياء تسود أواسط المواطنين المتضررين، وتكبدهم خسائر فادحة، نتيجة عدم إكمال البلدية لمشاريعها المُتعلقة بخطوط نقل المياه لبركة الصرف الصحي في المنطقة.
بدوره، قال أحد المتضررين هيثم زعرب "48 سنة" لمراسل "صفا": "في بداية المنخفض الجوي تطايرت أغطية البلاستك من على أسقف الدفيئات، وقمنا بتثبيتها واستبدال بعضها، وبالأمس تفاجآنا بدخول المياه وغرق الدفيئات الثلاث المزروعة بالطماطم".
وأضاف "عمر المحصول ثلاثة أشهر، وتكلفة الدفيئة الواحدة ما بين 100_150 شيكلا"، مشيرًا إلى أن منطقتهم تعرضت للغرق مرات عدة، لكن ليس بهذا الشكل، ولم يقدم أحدًا لهم تعويضات"؛ داعيًا كافة الجهات المُختصة والبلديات بالعمل على تعويضهم، وإنهاء تكرار مأساة غرق منطقتهم.
ولا يختلف حال صالح غبن "63عامًا"، والذي نفق لديه نحو "20رأسا من الأغنام"، وتلف نحو "20دونما" مزروعا بالملفوف، ومزارع مواشي ودواجن يستأجرها منه مواطنون، نتيجة تدفق مياه الأمطار والصرف الصحي لها بكميات كبيرة، وعدم تمكنهم من فعل أي شيء.
ولفت غبن إلى أن المنطقة تعرضت للغرق أكثر من مرة، وقامت البلدية بإنشاء مشروع خط ناقل لمياه الأمطار والصرف الصحي، لكنه لم ينجح، وكانت نتيجته تكبدنا خسائر فادحة؛ وتساءل "إلى متى سنبقى على هذا الحال؟، ومتى تستجيب البلدية وغيرها لمناشداتنا وتحل مشكلة المنطقة؟".
أما سعد الله الشاعر "38عامًا"، والذي نفقت لديه ألاف الدواجن البياض والعجول، فيقول لـمراسل وكالة "صفا": "أنا مستأجر العديد من المزارع بهذا المكان المنخفض، وتفاجأت بدخول مياه الأمطار والصرف الصحي بغزارة على المزارع، وارتفاع منسوبها بسرعة، ولم نستطع سحب أي شيء وإنقاذه".
من ناحيته، أوضح أبو نقيرة أن سبب غرق المنطقة المذكورة، هو تسرب المياه ببركة تجميع الأمطار "قيد الإنشاء" بعمق 16 مترًا، قرب الحدود مع مصر.
ولفت أبو نقيرة إلى أن خطوط نقل مياه الأمطار من منطقة "عبيدة" المنخفضة، والتي تعرضت للغرق، غربي رفح، تمر من المنطقة المذكورة، وأضاف "نحن قمنا اضطراريًا بنقل مياه الأمطار للبركة رغم عدم جهوزيتها، بالتالي تسربت المياه ووصلت لمستوى الشارع العام، وتدفقت لمنطقة مزارع الأبقار والدواجن والدفيئات وغرقت.