اليوم الأحد ٢٠ يوليو ٢٠٢٥م

سد النهضة " سقط " من القمة الأفريقية !

٣١‏/٠١‏/٢٠١٦, ٩:٣٥:٠٠ ص
الاقتصادية

كنت أنتظر أن يكون الخلاف حول سد النهضة ، بين مصر والسودان وأثيوبيا ، فى أجندة أعمال القمة الأفريقية ، التى بدأت أعمالها أمس فى أديس أبابا ، بإعتبارها قضية حيوية ، قد تؤثر الخلافات " المحتملة " وتضارب المصالح ، على علاقات الدول الثلاث ، أو يكون لتلك القضية الحيوية ، جلسة مغلقة على هامش القمة ، يشارك فيها بعض رؤساء الدول الأفريقية " المحايدة " من أجل الخروج بحل سياسى على الأقل فى تلك القضية ، يحرك " الجمود " والعودة الدائمة إلى " المربع صفر " التى تعقب ، محادثات وزراء خارجية الدول الثلاث ، ولاسيما بعد إنسحاب المكتب الهولندى من عمل الدراسات الفنية لتأثيرات السد على مصر والسودان ، وإصرار أديس أبابا على إختيار مكتبا فرنسيا ، لعمل تلك الدراسات ، دون أن يقدم جديدا حتى الأن ، ولم يحدث أى تقدم فى المباحثات والجلسات الدبلوماسية المتتالية ، سوى الإتفاق على ميعاد جديد ، لإستئناف المفاوضات ، فى الوقت الذى تقوم فيه أثيوبيا بإستكمال بناء السد ، بسرعة " الصاروخ " ضاربة بكل الإتفاقيات والمشاورات ورسائل " الود " عرض الحائط ، وعلى طريقة " خليهم يتسلوا " .
بالتأكيد ، هناك قضايا ستدرسها قمة الإتحاد الأفريقى الـ 26 خلال يومين ، وهى تتعلق بالأوضاع فى جنوب السودان وبورندى ، والحوكمة وتمويل الإتحاد الأفريقى ، بالإضافة إلى قضية الإرهاب ، ولا أعتقد أن القضية الاخيرة ، التى أصبحت " ضيفا ثقيلا " فى كل المؤتمرات ، وهى المتعلقة بالعمليات الإرهابية ، وهى قضية غير ملحة أفريقيا ، أهم من البحث عن حلول من " خارج الصندوق " لقضية سد النهضة ، ونزع فتيل الأزمة ، التى قد تحدث بين القاهرة واديس أبابا ، حول إستكمال بناء السد ، والإضرار بمصالح مصر ، ولاسيما إن نقطة الخلاف بين البلدين تتعلق بالمياه ، والإضرار بمصالح مصر " الوشيك " بسبب إنتقاص محتمل لحصتها ، قد يؤثر على خططنا التنموية ، وتقلص المساحة المنزرعة ، وفشل مشروع المليون ونصف المليون فدان ، بل ويشعل أسعار مياه الشرب .
ولكن بعد أن " سقط " سد النهضة من أجندة القمة الأفريقية ، أتمنى أن يستمثر الرئيس السيسى ، وجوده فى أثيوبيا ، من اجل تحقيق تقدم فى قضية الخلاف حول السد ، وليس حسم تلك القضية على الأقل حاليا ، كى نعرف لنا " رأس من رجلين " حول تلك القضية ، وأن تترجم " التطمينات " حول سلامة موقفنا ، وعدم الإضرار بمصالحنا ، إلى واقع ، وإتفاق مكتوب ، حتى ولو إضطررنا إلى إستغلال " كرم " أثيوبىا ، بإعتبار إن القمة تعقد على أرضها ، ووإستثمار علاقة أديس أبابا التاريخية والروحية بالكنيسة الأرثوذكسية المصرية ، أى اللعب بكل الاوراق من أجل تحريك " بحيرة السد الراكدة " .
نعم لقاءات الرئيس السيسى ، برؤساء الصومال تشاد وموريشيوس وكينيا وبورندى ، مهمة جدا ، ولكن الأهم والملح ، هو للقاء بالرئيس الأثيوبى والمسؤلين الأثيوبين من لديهم علاقة مباشرة بسد النهضة ، من أجل الخروج بنتيجة " إيجابية " حتى لانظل " محلك سر " ولا مانع أبدا من رفع شعار " سيف المعز وذهبه "