
أعتقد أن الكل يحلم بالمصالحة من أجل حل مشكلتي الكهرباء والمعابر، ولكن من وجهة نظري فأنا أتمنى إتمام المصالحة ليس من أجل الكهرباء والمعابر واللتان قد تنحلا بضغطة زر. ولكن أريد ذلك من أجل قضايا أعمق بكثير وذات تأثير على المستويين القريب والبعيد. أريدها من أجل..
_ أن يكون هنالك مدرس يشعر بالراحة المادية والمعنوية ليستطيع تعليم الأجيال بشكل سليم من النواحي التربوية والأكاديمية.
_ أريدها من أجل أن يتم علاج المرضى على أكمل وجه وأن يتم تشخيصهم بشكل دقيق من طبيب يتلقى راتب كريم علاوة على ضرورة توفر المستلزمات الطبية في كل المستشفيات وفي كل الأقسام.
_أريدها ليتم فتح آفاق للعمل وتشغيل الشباب حتى نستفيد منهم ومن تحصيلهم العلمي الذي يتلاشى مع مرور الأيام والسنين
_أريدها ليستطيع الشباب العمل والزواج كي لا يقعوا فريسة للهو وضياع العمر بسبب عدم وجود توظيف حكومي أو قطاع خاص أو أهلي.
_ أريدها لتعم السكينة والسلام النفسي بين أفراد المجتمع فلا نجد موظف يتطاول على مواطن ولا زميل على زميله ولا زوج على زوجته ولا شقيق على شقيقه فكل هذا السلوك العدواني والدخيل علينا سببه الهم والضيق وقصر ذات اليد.
_ أريدها كي نجد العمال وأصحاب الحرف البسيطه والتي أصبحت لا تسد قوت يومهم عائدين إلى بيوتهم آخر النهار وفي يدهم لعبه لطفله أو هديه لأمه أو زوجته.
_ أريدها كي تستطيع البلديات والمؤسسات الخدماتية أن تقوم بدورها المنوط بها على أكمل وجه.
_ أريدها كي يراقب كل فصيل الآخر وأن يكون يقظا جدا من أدائه ليحاسبه على تقصيره الوطني أو الخدماتي ويمنعه من انتهاج مبدأ الحزبية في أخذ القرارات والتشريعات التي تخص المجتمع.
_ أريد مصالحة حتى لا يستهزء بنا العدو والصديق والجار والمناصر والمتعاطف
_أريد مصالحة حتى تتفرغ كل المؤسسات للتطوير وليس للتسيير اليومي.
_أريد مصالحة حتى لا تبقى الألوان الحزبية فوق ألوان العلم الفلسطيني.
_أريد مصالحة حتى ينتهي معيار الحزبية حينما نعطي مساعدة أو ندعو الناس في افراحنا أو نخطب لابننا أو حينما نشتري قطعة أرض ونسأل هل جاري من لوني أم لا?!.
_أريد مصالحة حتى لا يسألني ابني الصغير الذي لم يبلغ الخامسة من عمره يا بابا هل أنت فتح أم حماس!?
_أريد مصالحة حتى لا تستطيع بعض الدكاكين الأكاديمية وللأسف من معاهد وجامعات ان تأخذ اعتراف من وزارتي التربية والتعليم على أساس العلاقة الحزبية أو الشخصية.
_أريد مصالحة لأنها في البداية والنهاية توجيهات من رب العباد. (....والصلح خير).
لذا يا من تمتلكون القرار في هذا الشأن ارحموا هذه الاجيال التي تكبر يوما بعد يوم ويكبر معها التشوه الفكري والنفسي بسبب تشوه المنظومة الكبيرة داخل مجتمعنا وعلى كافة الأصعدة.