الاقتصادية _ فلسطين
فور افتتاح فرعه الأول في مدينة جنين، والإعلان عن الانطلاقة الرسمية لمشروع “we can “، ليشكل الحاضنة للاعمال النسوية الكاملة، حقق المشروع انجازاً كبيراً ونقلة نوعية هامة من خلال تسجيل أكثر من 5 آلاف عضو ، رغم انه ما زال في بداية خطواته، لكن صاحبي المبادرة ومبتكري الفكرة ، ريما طارق الحاج محمد وهاشم علاونة، يعتبران ذلك ، مؤشرا هاما، على الحاجة الماسة لافكار ومبادرات ريادية لدعم وتشجيع الايادي المنتجة والافكار الخلاقة ومنحها فرصة للتسويق والانطلاق نحو العالمية في ظل ما يملكه المجتمع الفلسطيني من قدرات ورأس المال والمنتج والطاقات الانتاجية من نساء وشباب رياديين ومبدعين .
تجارب عديدة
بعد خوض عدة تجارب والعمل والنشاط مع عدة مؤسسات وشركات عالمية، ترسخت القناعة والثقة لدى “ريما”،مدير التطوير والتسويق ” العلاقات العامة “، وعلاونة المدير التنفيذي للمشروع ، بضرورة تأسيس شركة فلسطينية عالمية تنافس الشركات الدولية، وذلك، على قاعدة امتلاك القدرات في المجتمع الفلسطيني والطاقات الانتاجية والمنتج ورأس المال ، فكانت خطواتهم الاولى، كما توضح ريما، جمع النساء والشباب المنتجين والمبدعين، واحتضناهم تحت شعار “we can ، “بمعنى نحن نستطيع ان نصنع المستحيل”.
عقبات وعراقيل
وتضيف” تحدينا كافة العقبات والعراقيل، وباشرنا حطواتنا العملية للوصول نحو انتاج أصناف ومنتجات ذات جودة عالية ومنافسة ، وركزنا على ان يضم المشروع ، كافة الاحتياجات المطلوبة للبيت الفلسطيني باسعار مناسبة.” وتتابع:” لتطوير القدرات وتعزيز الامكانيات، حرصنا على تنظيم دورات لتعليم الاعضاء اساليب علمية حديثة لتطوير مهاراتهم واكسابهم المزيد من الخبرة في كافة المجالات بما فيها طرق تسعير المنتجات.”
أفكار خلاقة
للوصول للهدف، يوضح هاشم وريما، أنهما قاما بدمج فكرتين بفكرة واحدة لضمان تحقيق الهدف، انتاج وتسويق منتوجات بيتية نسوية من مواد غذائية وصحية وتجميل وحلويات وصابون، والاشغال اليدوية والحرفية بكافة انواعها، والتي تم دمجها باسم واحد وهو “وي كان “، والتي تعتبر فكرة جديدة ، توفر نظام ” البيع المباشر” لأول مرة في فلسطين
ويقول علاونة “المشروع يعتبر أول شركة عربية تعتمد طريقة نظام البيع المباشر والتسويق متعدد المستويات، وذلك من خلال انضمام الشخص كعضو في الشركة له رقم أو كود خاص فيه يستفيد من خلاله بخصم خاص ورصيد من النقاط على كل عملية شراء يقوم بها، وذلك يعود عليه بارباح شهرية مستمرة وهدايا وحوافز.”
مساعدة المنتجين
ويضيف”من خلال هذا النظام، نكون قد ساعدنا الاشخاص المنتجين في ايجاد سوق محلي وعالمي لهم، وفي نفس الوقت خلقنا العديد من فرص العمل للاشخاص العاطلين عن العامل أو حتى العاملين.” ويكمل” كل عضو ينتسب للمشروع ، يحصل على معلومات ورقم خاص به، ويستطيع شراء كافة احتياجاته مع ميزة تسجيل نقاط ربحية له شهريا”، موضحاً أن نسبة كل عضو تبدأ ب 5% واقصاها 60 في المئة ،وهذا العضو، إذا أفاد الشركة بزبائن آخرين، له ايضا نسبة اخرى غير أرباحه الخاصة” .
هدف المشروع
ويوضح علاونة، أن المشروع يسعى لتحقيق عدة أهداف ، في مقدمتها الحفاظ على التراث الوطني الاصيل وتاريخنا الفلسطيني في انتاج المنتجات البيتية التراثية الشعبية التقليدية للعودة للجذور وابداعات الاجداد والامهات، مما يؤدي الى تمكين المرأة اقتصاديا ودعمها للاستمرار في العمل في تلك المنتوجات ، كما يهدف لدعم المؤسسات النسوية والمتسوقين المستفيدين من المشتريات، ضمن إطار ربحي يعود عليهن بالفائدة التسويقية بشكل دائم وليس لوقت العرض فقط، مبيناً أن هذه الفكرة تعتبر عالمية وتم تسويقها لاول مرة في محافظة جنين، أما الهدف الأهم ، فيتمثل في فتح أفاق لابتكار انتاجات جديدة ، واستيعاب المزيد من القدرات وخلق فرص عمل لمحاربة البطالة والفقر .
رسالة المشروع
منذ انطلاقته، نجح المشروع في بناء علاقة تواصل مع 230 سيدة فلسطينية من جميع المحافظات، مع فتح قناة تشبيك وتنسيق مستمرة، لكن المستفيدات في المرحلة الحالية 50 سيدة. ويقول علاونة ” كادارة ، نكرس كل جهودنا، لتسويق منتوجات عالية الجودة وذات كفاءة وخبرة عالية، تنتجها نساء متمكنات وصاحبات خبرة كبيرة وباسعار معقولة في السوق ويتقبلها الجميع.” ويضيف”المشروع ، يعمل بشكل مستمر، لدعم وتقوبة المستفيدات وتوفير الارشاد والتوجيه لهن، اضافة للمساعدة في تأمين وشراء مدخلات الانتاج، بأثمان اقل من السعر العادي، إضافة لتبادل الخبرات بين النساء الجدد وصاحبات الخبرة ، لتمكينهن بالشكل الافضل والمنتظم لانتاج منتوجات ذات جودة عالية”، داعياً ، المؤسسات الرسمية والاهلية لدعم هذا المشروع ليستمر واعتماده في توفير احتياجاتها بكافة انواعها.
خطط مستقبلية
خلال مهرجان حاشد ، وبرعاية محافظ جنين اللواء أكرم الرجوب ، وبمشاركة واسعة من مدراء وممثلي الدوائر والمؤسسات والغرفة التجارية والجمعيات والجهات المستفيدة والفاعلة في المجتمع ، افتتح المشروع بشكل رسمي في مقره الاول بمدينة جنين. و اعتبرت ريما وعلاونة ، هذا الاقبال والمشاركة ، اكبر دعم ونجاح للمشروع وما قدمه من انتاجات النساء والشباب .
دعم وتشجيع
من جانبه، أكد مساعد المحافظ أحمد القسام، على أهمية المشروع للاقتصاد الوطني ودعم المنتج المحلي على طريق بناء مؤسسات مستقلة قادرة على المنافسة ومحاربة البضائع الاسرائيلية ، وقال “لمسنا النقلة النوعية التي حققها المشاركون من نساء وشباب في تطوير انتاج وطني متميز ورائد ، قادر على المنافسة وابراز التطور المستمر لتحقيق الاستقلال الاقتصادي قاعدة الاستقلال الوطني لبناء دولتنا.” وأضاف رئيس الغرفة التجارية عمار أبو بكر”هذا المشروع رسالة التحدي والنجاح الاهم لشعبنا في مشروعنا نحو الخلاص من الاحتلال والاعتماد على قدراتنا وكفاءاتنا وخبرتنا لتوفير كل متطلبات الحياة والاسرة والمجتمع بمنافسة مع كبرى الشركات والاصناف العالمية ، وواجبنا دعم هذه الرسالة وتوفير كل وسائل الاسناد لتستمر ونقل منتجاتنا لاسواق العالم كدليل حي على قدرات شعبنا واصراره على الحياة وتكوين اقتصاد وطني حر ومستقل ومزدهر .”