اليوم الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤م

اتساع رقعة التعاون الاقتصادي بين مصر وإسرائيل بتدشين خطين للطيران ونقل الغاز

١٩‏/٠٣‏/٢٠٢٢, ١١:٤٢:٠٠ ص
الاقتصادية

الاقتصادية _ وكالات 

رأى خبراء مصريون أن اتفاق مصر وإسرائيل على تدشين خط طيران جديد، وخط آخر لنقل الغاز الطبيعي بين البلدين، من شأنه أن يوسع رقعة التعاون الاقتصادي، وينمي نطاق العلاقات الثنائية.

 


واتفقت مصر وإسرائيل على تدشين خط طيران مباشر بين تل أبيب وشرم الشيخ، في خطوة تهدف لتوسيع الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، بحسب بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الأربعاء الماضي.

 


وكان نفتالي قد بحث هذا الأمر مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال لقاء جمع بينهما في سبتمبر الماضي بشرم الشيخ، وتم التوصل إلى اتفاق بشأنه الثلاثاء الماضي خلال زيارة وفد إسرائيلي لمصر.


ومن المتوقع بدء تسيير الرحلات الجوية عبر هذا الخط في أبريل المقبل بالتزامن مع عيد الفصح.

 


ويزور آلاف السياح الإسرائيليين مصر سنويا بما في ذلك سيناء ومنتجعات البحر الأحمر.


وفي أكتوبر 2021، وصلت أول طائرة تتبع شركة (مصر للطيران) إلى مطار بن غوريون الدولي، في رحلة مباشرة من القاهرة إلى تل أبيب، وصفتها هيئة الطيران المدني الإسرائيلي بـ”التاريخية”.

 

وبالتزامن مع الإعلان عن تدشين خط طيران بين تل أبيب وشرم الشيخ، وافقت إسرائيل على تصدير الغاز الطبيعي إلى مصر عبر الأردن.
ويعد هذا ثاني خط لتصدير الغاز من إسرائيل إلى مصر تمت الموافقة عليه بسبب الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي الإسرائيلي في مصر، بحسب بيان لوزارة الطاقة الإسرائيلية.


وتعتبر مصر أول دولة عربية توقع اتفاق سلام مع إسرائيل في العام 1979، واقتصرت العلاقات بينهما منذ ذلك الوقت على التعاون الأمني وعلاقات اقتصادية محدودة.


وقال الدكتور طارق فهمي رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن “العلاقات المصرية الإسرائيلية اليوم في أفضل حال نتيجة التزام إسرائيل ما بعد تعديل اتفاق كامب ديفيد”.


وأعلن الجيش المصري في نوفمبر الماضي تعديل الاتفاقية الأمنية مع إسرائيل، بما يسمح بزيادة عدد قوات حرس الحدود المصرية في المنطقة الحدودية في رفح شمال شرق القاهرة.

 

وأضاف فهمي لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن العلاقات بين البلدين تشهد “بداية مرحلة جديدة، واعتقد أن القادم أفضل بالنسبة لمسار العلاقات بين مصر وإسرائيل، وهذا أمر طبيعي في ظل السلام المستمر بينهما منذ أكثر من 40 عاما”.


ورأى أن “تدشين خط طيران وخط غاز جديدين يوسع رقعة التعاون الاقتصادي ونطاق العلاقات بين البلدين بصورة كبيرة”.
وتابع أن موافقة إسرائيل على تصدير الغاز إلى مصر عبر الأردن “أمر مهم للغاية، ويأتي في توقيت له دلاته في موضوع استيراد وتصدير الغاز، وعضوية إسرائيل في منتدى غاز شرق المتوسط”.


وحاليا، يتم تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر من خلال نظام النقل الإسرائيلي إلى نقطة الاتصال بخط أنابيب شركة غاز شرق المتوسط في مدينة عسقلان جنوب إسرائيل، ثم يتدفق إلى مدينة العريش المصرية، حيث يتم ربطه بشبكة النقل المصرية.


وبموجب الاتفاق الجديد، ستضخ إسرائيل أيضا الغاز عبر خط الأنابيب الإسرائيلي إلى نقطة الاتصال بنظام نقل الغاز الأردني، ومنه إلى مصر.

 

ووفق تقديرات وزارة الطاقة الإسرائيلية، من المتوقع أن يصل تصدير الغاز الإسرائيلي عبر الخط الجديد من 2.5 إلى 3 مليارات متر مكعب خلال العام 2022، وقد يرتفع إلى 4 مليارات متر مكعب في السنوات القادمة.


وبدأ تصدير الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى مصر في العام 2020، وبلغ في ذلك العام حوالي 2.17 مليار متر مكعب.


وأشار فهمي، أيضا إلى “اتفاقية الكويز، وهي اتفاقية مهمة سوف يبنى عليها مرحلة جديدة، وإسرائيل طلبت توسيع نطاقها، واعتقد أن تدشين خطي الطيران والغاز سوف يزيد التعاون الاقتصادي بين البلدين ويفتح ملف توسيع الكويز، وربما ستكون هناك اتفاقيات اقتصادية في هذا الإطار”.

 

ووقعت مصر في ديسمبر 2004 بروتوكول المناطق الصناعية المؤهلة “كويز” مع إسرائيل والولايات المتحدة، لتصدير المنتجات المصرية للسوق الأمريكية دون جمارك أو حصص محددة شرط استخدام نسبة متفق عليها من المدخلات الإسرائيلية في هذه المنتجات.


وأردف الخبير المصري أن ذلك “يؤكد طبيعة العلاقات المشتركة بين مصر وإسرائيل في هذا التوقيت، وتجاوب إسرائيل مع المطالب المصرية سواء في تعديل بروتوكول كامب ديفيد أو بالنسبة لاستقرار السلام بين البلدين”.


وأكد أن “هناك حرصا من البلدين على تطوير وتنمية العلاقات في المرحلة الراهنة، كما أن إسرائيل ترغب في أن تطرح نموذجها للسلام مع مصر باعتباره أهم نموذج للسلام في الإقليم، وتقوم بالترويج لهذا”.


واستطرد أن ما يساعد أيضا على تطوير العلاقات هو أن “هناك تعاونا في مجالات الأمن اللوجستي والاستخباراتي، وهذا أمر مهم، حيث تعقد لجان مشتركة كل ستة أشهر، وهذا يعكس مستوى العلاقات” بين البلدين.
وختم أن ذلك يأتي في إطار “واقعية جديدة للعلاقات المصرية الإسرائيلية بما يحقق المصالح المشتركة والفوائد المتبادلة بين القاهرة وتل أبيب”.


بدوره، وصف السفير جمال بيومي أمين عام اتحاد المستثمرين العرب العلاقات بين مصر وإسرائيل بأنها “جيدة”، مشيرا إلى أن “هناك اتصالات مباشرة بين جميع الجهات في الدولتين”، فضلا عن التعاون الأمني المشترك.

 


وقال بيومي، وهو مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، لـ((شينخوا)) إن تدشين خط طيران جديد بين البلدين “يمثل خطوة جيدة لأن هناك سائحين كثر يأتون من إسرائيل إلى طابا وشرم الشيخ، كما أن تصدير الغاز الإسرائيلي لمصر عبر خط جديد يساعد في تنمية العلاقات الاقتصادية”.


وأكد أن “هذه الخطوات تساهم في تدفئة السلام بين البلدين”، ورأى أن “جزءا من عملية السلام هو أن تجعل هناك تبادل تجاري يستفيد منه الطرفان”، مشيرا إلى أن “إسرائيل تؤمن بضرورة أن تكون العلاقات طيبة مع مصر”.


واعتبر أن التقارب بين مصر وإسرائيل “نجاح للدبلوماسية والسياسة الخارجية المصرية خصوصا أن هذه السياسة تعمل بأهم أسلحتها وهي دبلوماسية الرئاسة، حيث خصص الرئيس السيسي جانبا كبيرا من اهتمامه للسياسة الخارجية، وهو أمر كنا قد فقدناه في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك”.