كتب محمد الجمل:
سجلت أسعار الدواجن في قطاع غزة أرقاماً قياسية، إذ وصل ثمن الكيلوغرام الحي من الدجاج 17 شيكلاً، وسط اتهامات لكبار التجار والمربين باحتكار الصيصان، والتسبب بالأزمة.
وحرم الغلاء الكبير الذي طال الدواجن بنوعيها "دجاج، وديك رومي"، معظم الأسر متوسطة ومحدودة الدخل من شراء تلك السلعة، التي توصف بأنها ضرورية، خاصة خلال شهر رمضان، إذ ناشد مواطنون جهات الاختصاص من أجل التدخل، وخفض الأسعار ومنع الاحتكار.
اتهامات بالاحتكار
واتهمت نقابة مربي الدواجن في قطاع غزة عدداً من كبار التجار والمربين باحتكار الدجاج ورفع أسعاره، داعية الجهات الحكومية إلى التدخل لضبط الأوضاع في السوق.
وأكد رئيس النقابة مروان الحلو، إن الأزمة المتعلقة بالدجاج في غزة بدأت منذ أسابيع، ونتجت عن العجز في استيراد البيض المخصب إلى القطاع؛ إثر انتشار مرض "أنفلونزا الطيور" في بعض الدول المُصدرة للبيض.
ورغم تأكيده بتراجع كميات البيض المخصب التي تصل من الخارج، إلا أن الحلو أكد أنها لم تنقطع طوال الأسابيع الماضية، متهما التجار والموردين "باحتكار الكميات الموجودة والتلاعب بالأسعار".
في حين علمت "الأيام"، من مصادر مطلعة، أن السبب الحقيقي للأزمة احتكار بعض تجار البيض، والحصول على حصص كبيرة من "الصيصان" لصالح مزارعهم، عند تفريخها من الفقاسات، وحرمان صغار المربين من الحصول عليها، وهذا تسبب في احتكار تلك السلعة، وخلق أزمة، عانى المواطنون منها، خاصة الفقراء.
غلاء ومقاطعة
ووسط الغلاء الفاحش، خرجت دعوات من نشطاء وإعلاميين لمقاطعة شراء الدواجن، حتى تعود الأسعار للانخفاض من جديد كما علقت العديد من المحال ومراكز التسوق بيع الدجاج لحين انخفاض السعر.
وقال الناشط أحمد موسى "39 عاماً"، إنه شارك في التغريد على حملة "قاطعوا_الدجاج"، ويدرك أن الأزمة مفتعلة من بعض التجار المحتكرين، ممن استغلوا حاجة الناس في شهر رمضان، لتحقيق المكاسب.
وأكد أن الدجاج سلعة غير قابلة للتخزين، فأوزان الدجاج ترتفع بسرعة كبيرة، وإذا لم يتم بيعها في الوقت المناسب لن تجد من يشتريها، وستعود الأمور بالخسارة على المربي، لذلك فإن سلاح المقاطعة في حال تم تفعيله لمدة عشرة أيام فقط، سيجبر المحتكرين على خفض السعر، وطرح إنتاجهم في السوق في حدود إمكانات الناس.
في حين يقول المواطن إسماعيل عامر إنه توجه للسوق وهم بشراء دجاجة واحدة لعائلته، وبعد وضعها على الميزان تمهيدا لذبحها، أخبره البائع بأن ثمنها 38 شيكلاً، وهو ثمن دجاجتين في السابق، فطلب من البائع إعادتها إلى المحل، وانصرف، مقرراً مقاطعة الدجاج، حتى ينخفض سعره، متسائلا كيف يمكن لرب أسرة مكونة من ستة أو ثمانية أفراد، شراء دجاجتين أو ثلاثة في ظل هذه الظروف العصيبة!؟.
وأشار إلى أن ثمة بدائل متوفرة في السوق من قطع الدواجن المجمدة، أو اللحوم الحمراء، أو حتى الأسماك، وهو قرر التوجه للبدائل.
وأكد على ضرورة تحلي المواطنين بالوعي، ومحاربة الاحتكار بسلاح المقاطعة، فهو سلاح فعال يكسر أنوف المحتكرين، ويحول طمعهم بالثراء إلى خسارة، ويحول دون محاولتهم تكرار تجربة الاحتكار مرة أخرى.
في حين أقر الناطق باسم وزارة الزراعة بغزة أدهم البسيوني أن أسعار الدواجن في الأسواق عالية وغير عادلة، وأن وزارته لن تسمح ببقائها في الأسواق بهذا الشكل.
وأكد البسيوني أن تسعيرة وزارة الاقتصاد هي 14 شيكلاً لكل كيلو جرام، وثمة متابعات من أجل عودة الأسعار إلى الاستقرار.